يعتبر انتفاخ اللثة فوق الضرس من المشكلات الشائعة التي قد تسبب قلقًا وانزعاجًا للعديد من الأشخاص. وقد تبدو المشكلة بسيطة في البداية لكنها يمكن أن تؤدي إلى ألم شديد ومضاعفات تؤثر على صحة الفم وجودة الحياة اليومية. سواء كان السبب التهابًا بسيطًا نتيجة لتراكم الطعام أو مشكلة أكثر تعقيدًا، فإن فهم الأسباب ومعرفة طرق العلاج المناسبة يساعدان في تجنب تفاقم الحالة.
في هذه المقالة، سنلقي الضوء على الأسباب المحتملة لانتفاخ اللثة فوق الضرس أو حوله، العلامات التي تستدعي انتباهك، بالإضافة إلى أفضل الطرق لعلاج انتفاخ اللثة في العيادة والمنزل، وسنتطرق أخيرًا إلى طرق الوقاية حتى تتمكن من الحفاظ على صحة فمك ولثتك بأفضل حالاتها. تابع القراءة.
ماذا نعني بانتفاخ اللثة فوق الضرس أو حوله؟
انتفاخ اللثة هو أحد الأعراض الشائعة لأمراض اللثة، لكنه قد يحدث أيضًا لأسباب متعددة أخرى، مثل التغيرات الهرمونية، أو نقص الفيتامينات، وقد يكون هذا الانتفاخ مؤقتًا أو مستمرًا بناءً على السبب الكامن وراءه.
تظهر اللثة المنتفخة بلون أحمر أو مائل إلى الأرجواني نتيجة زيادة تدفق الدم في هذه المنطقة. كما قد تبدو ملساء ولامعة، وغالبًا ما تكون مصحوبة بنزيف.
أسباب وعلامات انتفاخ اللثة فوق الضرس أو حوله
قد يكون انتفاخ اللثة ناتجًا عن عدة عوامل، إليك بعض الأسباب الشائعة:
إهمال نظافة الفم والأسنان
أحيانًا يتسبب تراكم الطعام بين الأسنان في حدوث تورم باللثة. فقد تعلق قطع الفشار أو بعض الأطعمة الأخرى في اللثة، ما يؤدي إلى تهيجها وتورمها. لا تستمر هذه المشكلة طويلًا في الغالب، إذ يمكن التخلص منها بسهولة عن طريق تنظيف الأسنان واستخدام الخيط لإزالة الطعام العالق.
لكن، إذا تركت هذه البقايا دون تنظيف، يمكن أن تؤدي إلى تراكم البلاك وانتفاخ اللثة المحيطة. وبمرور الوقت، قد يتسبب ذلك في تسوس الأسنان وأمراض اللثة.
التهاب اللثة
التهاب اللثة هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لانتفاخ اللثة. يحدث عندما تلتهب اللثة بسبب تراكم البلاك، وهو طبقة لزجة من البكتيريا والطعام على الأسنان. في البداية، قد لا يشعر الشخص بأي أعراض واضحة، ولكن إذا تُرك دون علاج، قد يتطور إلى حالة أكثر خطورة تعرف بـ التهاب دواعم الأسنان.
تشمل الأعراض التي تشير إلى التهاب اللثة:
- طعم كريه في الفم
- رائحة فم كريهة لا تختفي بعد التنظيف
- حساسية الأسنان
- نزيف اللثة أثناء التنظيف أو استخدام الخيط
- اللثة الحمراء والمُلتهبة
- انحسار اللثة
الحمل
يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية أثناء الحمل إلى تورم اللثة، حتى إذا كانت صحة الفم جيدة. فالهرمونات المتزايدة التي ينتجها الجسم خلال هذه الفترة يمكن أن تزيد من تدفق الدم إلى اللثة، ما يجعلها أكثر عرضة للتهيج والتورّم.
كما أن هذه التغيرات الهرمونية قد تقلل من قدرة الجسم على مكافحة البكتيريا التي تسبب عادة التهابات اللثة، ما يزيد من احتمالية الإصابة بالتهابات وانتفاخات اللثة.
سوء التغذية
يمكن أن يتسبب نقص الفيتامينات، خاصة فيتامين ب و ج في انتفاخ اللثة. على سبيل المثال، يلعب فيتامين ج دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة اللثة والأسنان وإصلاحها. وإذا انخفضت مستويات هذا الفيتامين بشكل كبير، قد يصاب الشخص بداء الإسقربوط، وهو حالة تؤدي إلى الأنيميا وأمراض اللثة.
العدوى والالتهابات
بعض الالتهابات قد تكون سببًا في انتفاخ اللثة. مثلاً، يمكن أن يتسبب الهربس في التهاب اللثة، كما أن داء المبيضات الفموي (عدوى فطرية في الفم) يمكن أن يؤدي إلى نفس المشكلة. أيضًا، الخراجات الناتجة عن التهابات الأسنان قد تتسبب في تورم اللثة في المنطقة المحيطة بالسن المصاب.
الضغط على ضرس العقل المدفون
عندما لا يجد ضرس العقل مساحة كافية للظهور؛ فقد يبقى مدفونًا في عظام الفك بشكل كلّي أو جزئي. وفي حال كون ضرس العقل مدفون جزئيًا، يمكن أن تغطي أنسجة اللثة جزءًا من الضرس. ونتيجة الضغط المستمر على الأسنان، قد يحدث التهاب وانتفاخ في اللثة فوق الضرس.
تختلف الأعراض من شخص لآخر حسب شدة الالتهاب، وتشمل الأعراض المزمنة لانتفاخ اللثة فوق ضرس العقل ألم وانزعاج خفيف وانتفاخ اللثة. وغالبًا ما تستمر الأعراض المزمنة لمدة تتراوح بين يوم إلى يومين، لكنها تتكرر بشكل مستمر على مدى عدة أشهر.
أما الأعراض الحادة، فتستمر عادةً من 3 إلى 4 أيام وتشمل:
- ألم شديد
- تورم في جانب الوجه المصاب
- إفراز صديد
- ألم عند البلع
- تورم العقد اللمفاوية تحت الذقن
- حمى
أسباب أخرى
بعض الحالات الصحية الأخرى قد تؤدي إلى انتفاخ اللثة، رغم أنها أقل شيوعًا. من بين هذه الأسباب:
- الآثار الجانبية لبعض الأدوية
- الحساسية تجاه منتجات العناية بالفم مثل معجون الأسنان أو غسول الفم
- الحساسية تجاه حشوات الأسنان
- استخدام أطقم الأسنان أو التيجان غير المناسبة
في جميع الحالات، يُفضل استشارة طبيب الأسنان لفحص الأعراض الأخرى وتحديد السبب الدقيق لانتفاخ اللثة.
طرق علاج انتفاخ اللثة فوق الضرس أو حوله في عيادة الأسنان
تختلف طرق علاج انتفاخ اللثة اعتمادًا على العامل المسبب، إليك أبرز العلاجات الممكنة:
تنظيف الأسنان الاحترافي
تساعد عملية تنظيف الأسنان الاحترافي في إزالة التكلسات من الأسنان، ما يساهم في الوقاية من تطور التهابات اللثة. يقوم طبيب الأسنان باستخدام أدوات خاصة لإزالة التكلسات، ثم يقوم بتنعيم وتلميع سطح الأسنان لمنع تراكم البلاك لاحقًا.
عندما تكون التكلسات متراكمة تحت خط اللثة، قد يقوم الطبيب بإجراء تنظيف لجذور الأسنان وهو إجراء تنظيف عميق لإزالة البلاك والتكلسات من الجذور. وعادةً ما يُعطى المرضى تخدير موضعي أثناء هذا الإجراء.
المضادات الحيوية
عادةً ما تكون المضادات الحيوية الفموية فعالة في تخفيف أعراض انتفاخ اللثة الناجم عن خراج الأسنان إلى حين قدوم موعد العلاج المحدد. ومع ذلك، يجب على الشخص ألا يتأخر في الحصول على علاج الأسنان المناسب، مثل علاج قنوات العصب أو الخلع، لمعالجة السبب الكامن وراء الخراج.
تصريف الصديد
في بعض الحالات، عندما يكون انتفاخ اللثة ناجمًا عن خراج الأسنان، قد يحتاج طبيب الأسنان إلى إجراء شق في اللثة لتصريف الصديد الملوث. بعد التصريف، يتم غسل المنطقة بمحلول ملحي، وقد يتطلب الأمر علاجات إضافية.
علاج قنوات العصب
قد يلجأ طبيب الأسنان لإجراء علاج قنوات العصب للتخلص من الالتهاب عن طريق إزالة البكتيريا من جذور الأسنان المصابة. سيبدأ الطبيب بالحفر والتنظيف عبر التاج، ثم سيصل إلى قنوات الجذور وسيقوم بتنظيفها. بعد ذلك، سيقوم بملء القنوات والتاج بمادة الحشو المناسبة. قد يحتاج بعض المرضى إلى تاج صناعي لحماية السن واستعادة شكله وقوته ووظيفته.
خلع الأسنان
في بعض الأحيان، عندما يكون السن غير قابلاً للإصلاح، قد يكون من الضروري خلع السن المصاب. يتم إجراء الخلع تحت تأثير التخدير الموضعي، وعادةً ما تكون فترة التعافي بعد الخلع بسيطة. ومع ذلك، قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نزيف أو يتناولون أدوية معينة إلى علاج إضافي لوقف النزيف المفرط.
جراحة إزالة انتفاخ اللثة
عندما تغطي اللثة السطح الماضغ لضرس العقل؛ فقد يوصي طبيب الأسنان بإزالة اللثة الزائدة المحيطة بالضرس المصاب. يتطلب هذا الأمر إجراء جراحة فموية بسيطة. وغالبًا ما يتم إجراء هذه العملية تحت تأثير التخدير الموضعي في أقل من ساعة.
طرق علاج انتفاخ اللثة فوق الضرس أو حوله في المنزل
إليك بعض العلاجات المنزلية التي تساعد في تقليل التهاب اللثة وتحسين صحتها:
غسول الفم الطبي
لا يمكن لغسول الفم أن يزيل التكلسات الموجودة بالفعل، لكنه يساعد في السيطرة على تراكم البكتيريا المسببة للبلاك. تتوفر بعض انواع غسول الفم في الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة طبية. في حين قد يصف طبيب الأسنان غسول فم طبي يحتوي على مادة الكلورهيكسيدين، وهي المادة التي أثبتت الأبحاث أنها الأكثر فعالية في غسولات الفم.
المضمضة بالماء المالح
يعتبر الماء المالح مطهرًا طبيعيًا يساعد في تقليل الالتهاب وقتل البكتيريا وتسريع شفاء الجروح اللثوية بعد أي جراحة. لتحضير محلول الماء المالح، يمكن إذابة ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ، ثم المضمضة بالمحلول مرتين إلى ثلاث مرات يومياً.
استخدام الكمادات الباردة أو الدافئة
يمكن تخفيف انتفاخ اللثة باستخدام الكمادات الباردة والدافئة، حيث يخدم كل منها غرض معين:
- الكمادات الباردة: لتقليل التورم.
- الكمادات الدافئة: لتخفيف الألم وتعزيز تدفق الدم إلى المنطقة.
متى يجب زيارة طبيب الأسنان؟
من المهم أن يخضع الأشخاص لفحص دوري للأسنان مرة أو مرتين في السنة على الأقل، حتى لو لم يشعروا بأي مشاكل في الأسنان أو اللثة. تساعد الفحوصات الدورية الطبيب في اكتشاف المشاكل في مراحلها المبكرة، ما يسهل معالجتها قبل أن تتطور إلى مشاكل أكبر.
ينبغي زيارة طبيب الأسنان بين الزيارات المجدولة إذا ظهرت أي من الأعراض التالية:
- تورم أو نزيف في اللثة
- ظهور بقع أو تقرحات في الفم تستمر أكثر من أسبوع
- شعور بألم في الفك أو عدم انتظام في الإطباق
- صعوبة في المضغ أو البلع
- ألم أو تورم في الفم أو الوجه أو الرقبة
كيف يمكن الوقاية من انتفاخ اللثة فوق الضرس؟
لا يمكن منع انتفاخات اللثة من الحدوث دائمًا، خاصةً تلك التي تحدث فوق ضرس العقل. لكن، باتباع بعض النصائح يمكن الابتعاد عن الأسباب التي تتسبب في انتفاخ اللثة حول الأسنان. إليك أهم النصائح للوقاية:
- قم بتفريش أسنانك مرتين يوميًا باستخدام معجون أسنان مناسب، ولا تنسَ استخدام خيط الأسنان لإزالة بقايا الطعام العالقة بين الأسنان.
- واظب على زيارة طبيب الأسنان لإجراء فحص دوري للأسنان وتنظيفها مرتين سنويًا لتجنب تراكم البلاك والجير والمشاكل الأخرى.
- تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات، خاصة فيتامين ج لدعم صحة اللثة، وتجنب السكريات المفرطة التي تؤدي إلى تسوس الأسنان.
- أقلع عن التدخين لأنه يضعف اللثة ويجعلها أكثر عرضة للالتهابات.
- التزم بالأدوية والعلاج إذا كنت تعاني من مشكلات صحية مثل السكري أو أمراض المناعة، لأنها قد تزيد من خطر التهابات اللثة.
الخلاصة
في النهاية، جميعنا نتفق أن العناية بالصحة الفموية تعتبر أمرًا أساسيًا للحفاظ على الصحة العامة والراحة اليومية. لذا، إذا لاحظت وجود انتفاخ اللثة فوق الضرس أو حوله، لا تتجاهل الأمر، وسارع في استشارة طبيب الأسنان لإيجاد الحل المناسب والتخلص من المشكلة بأسرع وقت قبل أن تتفاقم!
تذكّر أن “درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج”، لذا اهتم بنظافة فمك وأسنانك من خلال تنظيف الأسنان واللثة بانتظام، والحصول على التغذية السليمة، والابتعاد عن العادات الضارة، واستمتع بابتسامة صحية وجميلة خالية من المشكلات.
اقرأ أيضًا: ما هو لون اللسان الطبيعي؟ وإلى ماذا تشير الوانه المختلفة؟